متلازمة النقص المكتسب للمناعة (إيدز أوسيدا) هومرض نقص المناعة يصيب الإنسان ويعمل على التدمير التدريجي للمناعة الطبيعية في جسم الإنسان. ويجمع الأطباء والباحثون أن المسبب لمرض الإيدز هوفيروس الـ "إتش آي في". يتم انتقال العدوى عن طريق سوائل الجسم كالدم والسائل المنوي والإفرازات المهبلية، ويهاجم فيروس الإيدز كريات الدم البيضاء ويعمل على تقليص عدد كريات الدم البيضاء في الجسم وهي المسؤولة عن مقاومة الإلتهابات وتسرطن خلايا الجسم، وقلّة عددها في الدم، يجعل جسم الإنسان عرضة لشتّى أنواع الإلتهابات والسرطانات التي بامكان الجسم العادي مقاومتها بشكل طبيعي. تم تشخيص مرض الإيدز في بادئ الأمر (ثمانينيات القرن العشرين) بين المثليين ومتعاطي المخدرات الذين يتشاركون في الحقن الغير معقمة أثناء تعاطيهم للمخدّر. وفي تسعينيات القرن العشرين، أصبح مرض الإيدز وباءً عالميا ويتصدّر المثليون قائمة المصابين بهذا المرض الخبيث إلا أن الرجال والنساء والأطفال قد نالوا حصّتهم من هذا المرض نتيجة انتقال العدوى. إذ تعود البداية الرسمية لمرض الإيدز إلى 5 يونيو1981 عندما قام المركز الأمريكي للتحكم بالأوبئة بنشر بيان صحفي يصف 5 حالات مرضية غريبة. وفي الشهر التالي، تم إشعار المركز الطبي عن حالة سرطان جلد غريبة لأحد المرضى. لم تكن الحالات المرضية التي أُبلغ بها المركز الطبي غير معروفة ولكن علاقتها الغريبة برجال مثليين والنقص الشديد لعدد كريات الدم البيضاء في دم المصابين وموتهم بعد بضعة أشهر من التشخيص أثار تساؤلات عديدة. ولتصادف ظهور المرض الغريب بالرجال المثليين، أطلق عليه الأطباء اسم GRID (انعدام المناعة المكتسبة لدى المثليين) ولكن ظهوره الملحوظ في المهاجرين من هايتي وكذلك النساء المثليات ومتعاطي المخدرات جعل التسمية الرسمية "إيدز" في 1982. يُعدّ مرض الإيدز من الأمراض المستعصية التي لم يجد لها الطبّ الحديث علاجاً شافياً وعادة ما يموت المصابون بمرض الإيدز بعد بضعة سنوات من تاريخ التشخيص. أما في الولايات المتحدة والدول الغربية، فقد توصّل العلم الحديث إلى عقاقير تطيل من عمر المريض إلى عشرين سنة مع وجود فيروس الإيدز في جسم المصاب. أعراض مرض الإيدز: - فقدان الوزن الغير محدد سببه. - ارتفاع درجة الحرارة لمدة طويلة دون معرفة المسبب. - حالات سرطان الساكوما في سن أقل من 60 عاماً. - إسهال مُزمِن. - اعتلال في عمل الغدد الليمفاوية. - الإصابة بمجموعة من الأمراض تسمى الأمراض الانتهازية، وسُميت بذلك لأن سبب هذه الأمراض من بكتريا أوطفيليات يكون موجوداً في الجسم، ولكن الجسم ذا المناعة القوية يقضى على مفعول هذه الجراثيم أوالطفيليات، أما الجسم الذي فقد المناعة فإن هذه الجراثيم أوالطفيليات تهاجمه منتهزة فرصة ضعف المناعة مسببة المرض. - وبعض مرضى الإيدز يعانون من ظهور طفح فطرى داخل الفم لمدة أسابيع مع تورم فى الغدد الليمفاوية. - وبعض المرضى تظهر لديهم قرحة على اللسان أحيط بها الشعر وتعتبر من علامات المرض المبكرة. مخاطر الإيدز : - الإيدز ناجم عن الإصابة بفيروس يدعى فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب. وهويدمر جهاز المناعة في الجسم، لذا فإن الأشخاص المصابين بالمرض يموتون لعدم استطاعة أجسامهم مقاومة الأمراض. - الأشخاص الحاملون لفيروس نقص المناعة لا تظهر عليهم - في الغالب- أي أعراض للمرض لعدة سنوات، وربما يبدون أصحاء ويشعرون بصحة جيدة طيلة ذلك الوقت، لكنهم يستطيعون أن ينقلوا العدوى إلى الآخرين. - الإيدز هوالمرحلة المتأخرة من العدوى بفيروس نقص المناعة، وفي المعدل يستغرق فترة تتراوح ما بين سبع سنوات وعشر سنوات منذ إصابة المرء بالعدوى قبل أن يفتك به المرض. والإيدز مرض عضال لا يوجد له علاج شاف، على الرغم من تطوير بعض الأدوية للحفاظ على صحة الأشخاص المصابين بالعدوى لفترة أطول. - يجب على كل شخص، ذكراً كان أوأنثى، يعتقد بأنه يحمل فيروس المرض أن يراجع المركز الصحي. ومن الضروري جداً لحاملي الفيروس أن يتعلموا كيف يتفادون نقله لغيرهم، كما أن عليهم أن يتلقوا النصيحة حول طرق العناية بصحتهم من خلال المرشد النفسي الذي يتعاملون معه. - يستطيع كل شخص أن يسهم في الجهد العالمي المبذول لمنع انتقال فيروس الإيدز إلى الناشئة والأجيال القادمة. - يزداد عدد الأطفال الذين يولدون وهم يحملون فيروس المرض، وعلاوة على ذلك، يتوقع أن يصبح ملايين الأطفال من غير المصابين بالمرض أيتاماً، نتيجة وفاة أحد الوالدين أوكليهما بسبب الإصابة بالمرض طرق العدوى : ينتقل فيروس المرض من شخص مصاب بالفيروس إلى آخر عبر عدد محدود من الطرق منها: - الجماع: حيث ينتقل الفيروس عن طريق المني أوالسائل المهبلي من الشخص المصاب بالعدوى إلى شخص آخر. لذلك يمكن أن ينتقل فيروس مرض الإيدز بهذه الطريقة من رجل إلى رجل، ومن رجل إلى امرأة ومن امرأة إلى رجل. وقد وجد أن حوالي تسع من كل عشر حالات لمرض الإيدز في العالم تنتقل عن طريق الجماع. - الاشتراك في استخدام الإبر والمحاقن خاصة مع حقن المخدرات. - إن الأشخاص الذين يحقنون أنفسهم بالمخدرات والعقاقير المشابهة معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بالإيدز. وينطبق الحال على أولئك الذين يمارسون الجنس مع هؤلاء الأشخاص - بنقل دم ملوث بالفيروس إلى شخص سليم، لذا يجب ألا يتم استيراد أي دم من خارج البلد، كما يجب أن يخضع جميع المتبرعين بالدم إلى فحوصات خاصة بالفيروس. - بواسطة امرأة مصابة بالفيروس إلى جنينها. - عن طريق نقل وزراعة الأعضاء كالكلى مثلاً من الشخص المصاب بالفيروس إلى الشخص السليم. - لا يمكن الإصابة بفيروس نقص المناعة لمجرد الاقتراب من حاملي فيروس الإيدز أوملامستهم. وكذلك الحال بالنسبة لمعانقة المريض ومصافحته، والسعال والعطس، فهي جميعاً لا تنقل المرض. - لا ينتقل فيروس الإيدز بواسطة كرسي الحمام أوالمرحاض (التواليت)، الهاتف، الصحون، الكؤوس، الملاعق، المناشف، شراشف السرير وبرك السباحة الخاصة والعامة. - لا يشكل الشخص المصاب بفيروس نقص المناعة خطراً صحياً عاماً إذا ما عرف كيف يتجنب نقل الفيروس إلى غيره. - الأشخاص المصابون بتقرحات في الأعضاء التناسلية أو قرح أو التهاب أو خراج في المهبل أوالقضيب، معرضون أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بفيروس الإيدز ونقله إلى سواهم. لهذا فإن المعالجة السريعة للالتهابات التناسلية تنطوي على أهمية كبيرة. - تعتبر عملية الحقن بالمخدرات عملية خطيرة وقاتلة في حد ذاتها، بالإضافة إلى أنها قد تعرض الشخص إلى مخاطر الإصابة بفيروس نقص المناعة عن طريق تبادل المحاقن الملوثة. - ثقب الأذنين ومعالجة الفم ومعالجة الأسنان والوشم، ووشم الوجه والوخز بالإبر ليست مأمونة إذا استخدمت فيها أدوات غير معقمة. كما أنه من غير المأمون استخدام موس أوشفرة غير معقمة خاصة في صالونات الحلاقة. العلاج : حتى الآن لا يوجد علاج شافٍ لمرض الإيدز ولكن الطبّ الحديث قد تمكّن من بلورة عقاقير طبية من شأنها الإطالة من عمر المصاب بمرض الإيدز والحد من أثر انعدام المناعة في جسم المصاب. ونتيجة الانتشار المخيف للمرض في شتّى أصقاع الأرض جعل المرض يحظى بالدعم المالي من الحكومات والمنظمات الطبية بل وحتّى الأشخاص ليتمكن الأطباء من الوصول إلى علاج شافي لمرض الإيدز. كيفية الوقاية من الإيدز: تعتبر توعية الجماهير بشأن المرض وطرق الوقاية منه الوسيلة الناجحة الوحيدة الآن لمنع انتشاره. ولهذا السبب يجب أن يعرف كل إنسان كيفية تفادي الإصابة بفيروس مرض الإيدز ومنع انتشاره: - اتباع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف والتي تحرم العلاقات الجنسية غير المشروعة خارج إطار الزواج الشرعي تحمينا من الإصابة بمرض الإيدز أو أي مرض جنسي آخر. - عدم الاشتراك في استعمال الإبر والمحاقن. - على النساء الحاملات لفيروس الإيدز التفكير ملياً في موضوع تجنب الحمل، والتماس النصيحة، ذلك أن هناك احتمالاً بنسبة 1 إلى 3 لولادة أطفال حاملين لفيروس المرض، كما أن معظم الأطفال الذين يولدون حاملين معهم الفيروس يموتون قبل بلوغهم السنة الثالثة من العمر. - على جميع الآباء والأمهات أن يعلموا أولادهم طرق العدوى بفيروس نقص المناعة المكتسب. - يجب أن تشتمل فحوصات الطبية التي تجرى قبل الزواج على فحص الإيدز والتأكد من خلوالزوجين منه. - الاستعانة بالأقرباء في حالة الحاجة لعملية نقل دم تقلل من فرص الإصابة بفيروس مرض الإيدز.