بيبي مشرف المنتديات الاسلامية
عدد الرسائل : 2232 العمر : 40 : تاريخ التسجيل : 05/01/2008
بطاقة شخصية اسمك: شاهر my sms:
| موضوع: تفسير سورة البلد الإثنين فبراير 04, 2008 9:34 am | |
| الحمدلله والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين.
اما بعد.
تفسير سورة البلد فَلاَ اقتَحَمَ الْعَقَبَةَ . وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ . فَكُّ رَقَبَةٍ . أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ . يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ . أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ . ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْمَرْحَمَةِ . أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ . وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ . عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةُ ﴾
﴿ فَلاَ اقتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴾ أي الإنسان الذي كان ﴿ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً ﴾ ، يعني هلا اقتحم العقبة؟ والاقتحام هو التجاوز بمشقة يسمى اقتحاماً. و ﴿ الْعَقَبَةَ ﴾ هي الطريق في الجبل الوعر ولا شك أن اقتحام هذه العقبة شاق على النفوس، لا يتجاوزه أو لا يقوم به إلا من كان عنده نية صادقة في تجاوز هذه العقبة. ﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ﴾ هذا الاستفهام للتشويق والتفخيم أيضاً، يعني: ما الذي أعلمك شأن هذه العقبة التي قال الله عنها ﴿ فَلاَ اقتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴾ بينها الله في قوله ﴿ فَكُّ رَقَبَةٍ . أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ . يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ . أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ . ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْمَرْحَمَةِ ﴾ فقوله: ﴿ فَكُّ رَقَبَةٍ ﴾ هي خبر لمبتدأ محذوف والتقدير: ﴿ هي فك رقبة ﴾وفك الرقبة له معنيان: المعنى الأول: فكّها من الرق، بحيث يعتق الإنسان العبيد المملوكين سواء كانوا في ملكه فيعتقهم، أو كانوا في ملك غيره فيشتريهم ويعتقهم. المعنى الثاني: فك رقبة من الأسير، فإن فكاك الأسير من أفضل الأعمـال إلى الله عز وجل. والأسير ربما لا يفكه العدو إلا بفدية مالية، وربما تكون هذه الفدية فدية باهظة كثيرة لا يقتحمها إلا من كان عنده إيمان بالله عز وجل بأن يخلف عليه ما أنفق، وأن يثيبه على ما تصدق.
﴿ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴾ : ﴿ أَوْ ﴾ هذه للتنويع يعني: وإما ﴿ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴾ أي: ذي مجاعة شديدة، لأن الناس قد يصابون بالمجاعة الشديدة، إما لقلة الحاصل من الثمار والزروع، وإما لأمراض في أجسامهم يأكل الإنسان ولا يشبع، وهذا قد وقع فيما نسمع عنه في البلاد النجدية وربما في غيرها أيضاً. أن الناس يأكلون ولا يشبعون، يأكل الواحد مأكل العشرة ولا يشبع، ويموتون من الجوع في الأسواق ويتساقطون في الأسواق من الجوع، هذه من المساغب. أو قلة المحصول بحيث لا تثمر الأشجار، ولا تنبت الزروع، فيقل الحاصل وتحصل المسغبة، ويموت الناس جوعاً، وربما يهاجرون عن بلادهم.
﴿ يَتِيماً ﴾ اليتيم هو من مات أبوه قبل أن يبلغ سواءً كان ذكراً أم أنثى. فإن بلغ فإنه لا يكون يتيماً؛ لأنه بلغ وانفصل. وكذلك لو ماتت أمه فإنه لا يكون يتيماً، خلافاً لما يظنه بعض العامة، أن اليتيم من ماتت أمه وهذا ليس بصحيح، فاليتيم من مات أبوه؛ لأنه إذا مات أبوه لم يكن له كاسب من الخلق يكسب له. وقوله: ﴿ ذَا مَقْرَبَةٍ ﴾ ذا قرابة من الإنسان لأنه إذا كان يتيماً كان له حظ من الإكرام والصدقات، وإذا كان قريباً ازداد حظه من ذلك؛ لأنه يكون واجب الصلة، فمن جمع هذين الوصفين اليتم والقرابة فإن الإنفاق عليه من اقتحام العقبة إذا كان ذلك في يوم ذي مسغبة.
﴿ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ ﴾ يعني: أو إطعام في يوم ذي مسغبة ﴿ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ ﴾ ، المسكين: هو الذي لا يجد قوته ولا قوت عياله. المتربة: مكان التراب، والمعنى: أنه مسكين ليس بيديه شيء إلا التراب. ومعلوم أنه إذا قيل عن الرجل: ليس عنده إلا التراب، فالمعنى: أنه فقير جداً ليس عنده طعام، وليس عنده كساء، وليس عنده مال فهو مسكين ذو متربة.
﴿ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْمَرْحَمَةِ ﴾ : ﴿ ثُمَّ كَانَ ﴾ يعني: ثم هو بعد ذلك ليس محسناً على اليتامى والمساكين فقط، بل هو ذو إيمان، آمن بكل ما يجب الإيمان به. وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلّم الذي يجب الإيمان به، فقال حين سأله جبريل عن الإيمان: « أَنْ تُؤْمِنَ بِالله، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ » . وقوله: ﴿ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ ﴾ أي: أوصى بعضهـم بعضاً بالصبر، والصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة، فهم صابرون متواصون بالصبر بهذه الأنواع: الصبر على طاعة الله، ثم الصبر عن معصية الله، ثم الصبر على أقدار الله المؤلمة. وقد اجتمعت هذه الأنواع الثلاثة، في الرسل عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم، فها هو الرسول عليه الصلاة والسلام صابر على طاعة الله، يجاهد في سبيل الله، ويدعو إلى الله، ويؤذى ويعتدى عليه بالضرب، حتى هم المشركون بقتله وهو مع ذلك صابر محتسب، وهو أيضاً صابر عن معصية الله، لا يمكن أن يغدر بأحد، ولا أن يكذب أحداً، ولا أن يخون أحداً، وهو أيضاً متق لله تعالى بقدر ما يستطيع. كذلك صابر على أقدار الله، كم أوذي في الله عز وجل من أجل طاعته، أليست قريش قد آذوه حتى إذا رأوه ساجداً تحت الكعبة أمروا من يأتي بسلا ناقة فيضعه على ظهره، وهو ساجد عليه الصلاة والسلام؟! وهو صابر في ذلك كله. ويوسف عليه الصلاة والسلام، صبر على أقدار الله فقد أُلقي في البئر في غيابة الجب، وأوذي في الله بالسجن، ومع ذلك فهو صابر محتسب لم يتضجر ولم ينكر ما وقع به. وقوله: ﴿ وَتَوَاصَوْاْ بِالْمَرْحَمَةِ ﴾ أي: أوصى بعضهم بعضاً أن يرحم الاخر، ورحمة الإنسان للمخلوقات تكون في البهائم وتكون في الناطق. فهو يرحم آباءَه، وأمهاته، وأبناءَه، وبناته، وإخوانه، وأخواته، وأعمامه، وعماته، وهكذا. ويرحم كذلك سائر البشر، وهو أيضاً يرحم الحيوان البهيم فيرحم ناقته، وفرسه، وحماره، وبقرته، وشاته، وغير ذلك، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: « ارْحَمُوا مَنْ في اْلأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ في السَّماءِ » .
﴿ أُوْلَـئِكَ ﴾ أي هؤلاء الموصوفون بهذه الصفات ﴿ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ﴾ أي: أصحاب اليمين، الذين يُؤتون كتابهم يوم القيامة بأيمانهم، فمن أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً وينقلب إلى أهله مسروراً.
ثم قال عز وجل: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا ﴾ أي: جحدوا بها. ﴿ هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ﴾ ، ﴿ هُمْ ﴾ : الضمير هنا جاء للتوكيد، ولو قيل في غير القرآن: والذين كفروا بآياتنا أصحاب المشئمة. لصح لكن هذا من باب التوكيد. ﴿ الْمَشْأَمَةِ ﴾ يعني: الشمال أو الشؤم.
﴿ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةُ ﴾ أي عليهم نار مغلقة، لا يخرجون منها ولا يستطيعون، نسأل الله أن يجعلنا من الذين آمنوا، وعملوا الصالحات، وتواصوا بالصبر، وتواصوا بالمرحمة إنه سميع مجيب
| |
|
اميرة الحب عضو فضي
عدد الرسائل : 1044 الموقع : منتديات التميز فوور : تاريخ التسجيل : 20/01/2008
| موضوع: رد: تفسير سورة البلد الإثنين فبراير 04, 2008 6:41 pm | |
| مشكووور ومـآقصرت ..,
تحيتي | |
|
نور الانوار المديرة العامة
عدد الرسائل : 848 : تاريخ التسجيل : 30/12/2007
بطاقة شخصية اسمك: نينا my sms:
| موضوع: رد: تفسير سورة البلد الخميس فبراير 07, 2008 1:38 pm | |
| | |
|
Hunny-Bunny مشرفة منتدى ..{ الـتمــ العام ـــيز~
عدد الرسائل : 396 الموقع : http://kotshena-cafe13.mam9.com : تاريخ التسجيل : 04/01/2008
| موضوع: رد: تفسير سورة البلد الجمعة فبراير 08, 2008 2:51 pm | |
| مشكور وعلى الموضوع الرائع والمفيد وعن جد ما قصرت | |
|
بيبي مشرف المنتديات الاسلامية
عدد الرسائل : 2232 العمر : 40 : تاريخ التسجيل : 05/01/2008
بطاقة شخصية اسمك: شاهر my sms:
| موضوع: رد: تفسير سورة البلد الأحد فبراير 10, 2008 1:16 am | |
| - اميرة الحب كتب:
- مشكووور ومـآقصرت ..,
تحيتي جزاك الله خير. | |
|
بيبي مشرف المنتديات الاسلامية
عدد الرسائل : 2232 العمر : 40 : تاريخ التسجيل : 05/01/2008
بطاقة شخصية اسمك: شاهر my sms:
| |
بيبي مشرف المنتديات الاسلامية
عدد الرسائل : 2232 العمر : 40 : تاريخ التسجيل : 05/01/2008
بطاقة شخصية اسمك: شاهر my sms:
| موضوع: رد: تفسير سورة البلد الأحد فبراير 10, 2008 1:19 am | |
| - Hunny-Bunny كتب:
- مشكور وعلى الموضوع الرائع والمفيد
وعن جد ما قصرت جزاك الله خير . وبارك الله فيك. | |
|
فراشة الاحلام عضو برونزي
عدد الرسائل : 570 العمر : 30 : تاريخ التسجيل : 31/12/2007
| موضوع: رد: تفسير سورة البلد الأربعاء مارس 12, 2008 2:40 pm | |
| | |
|