بيبي مشرف المنتديات الاسلامية
عدد الرسائل : 2232 العمر : 40 : تاريخ التسجيل : 05/01/2008
بطاقة شخصية اسمك: شاهر my sms:
| موضوع: وقفات مع قول الله تعالى ( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات...) السبت يناير 03, 2009 10:04 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
وقفات مع قول الله تعالى ( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات...)
روى الامام البخاري في صحيحه عن بن عباس رضي الله عنهما قال بت عند خالتي ميمونة فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد فلما كان ثلث الليل الآخر قعد فنظر إلى السماء فقال ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ) ثم قام فتوضأ واستن فصلى إحدى عشرة ركعة ثم أذن بلال فصلى ركعتين ثم خرج فصلى الصبح . وروى الامام ابن حبان في صحيحه بسند حسن عن عطاء قال دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت لعبيد بن عمير : قد آن لك أن تزورنا ؟ فقال : أقول يا أمه كما قال الأول زر غبا تزدد حبا قال فقالت : دعونا من رطانتكم هذه قال ابن عمير : أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : فسكتت ثم قالت : لما كان ليلة من الليالي قال يا عائشة : ذريني أتعبد الليلة لربي قلت : والله إني لأحب قربك وأحب ما سرك قالت : فقام فتطهر ثم قام يصلي قالت : فلم يزل يبكي حتى بل حجره قالت : ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته قالت : ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر ؟ قال : أفلا أكون عبدا شكورا لقد نزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكرها فيها ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ). قال الامام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية يقول تعالى ( إن في خلق السماوات والأرض ) : أي هذه - أي السماء - في إرتفاعها وإتساعها وهذه -أي الأرض- في إنخفاضها وكثافتها واتضاعها وما فيهما من الآيات المشاهدة العظيمة من كواكب سيارات وثوابت وبحار وجبال وقفار وأشجار ونبات وزروع وثمار وحيوان ومعادن ومنافع مختلفة الألوان والطعوم والروائح والخواص (واختلاف الليل والنهار )هذا يجيء ثم يذهب ويخلفه الآخر ويعقبه لا يتأخر عنه لحظة كما قال تعالى ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ) وتارة يطول هذا ويقصر هذا وتارة يأخذ هذا من هذا ثم يتعاوضان كما قال تعالى ( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ) أي يزيد من هذا في هذا ومن هذا في هذا عباد الله : السماء والأرض من أعظم المخلوقات التي خلق الله جل وعلا فهي أكبر من خلق الناس مصداق ذلك في كتاب الله ( لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ) وقال عز وجل ( أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم ) وقال سبحانه وتعالى ( أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى ) . أما الليل والنهار فهما آيتان عظيمتان ،كما قال الله تعالى / (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا) . وقد بين الله في غير ماآية نعمته على عباده بهذين الآيتين فقال تعالى : (يغشى الليل النهار يطلبه حثيثاً )[الأعراف: 54]. وقال عز وجل (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل )[الزمر: 5]. وقال سبحانه وتعالى (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل )[لقمان: 5]. وقال جل ذكره (وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون )[يس: 37]. وقد وضح المفسرون آية الإغشاء بأنه تعالى يجعل زمن الليل وزمن النهار يتعاقبان بسرعة على الأرض، وآية الانسلاخ بأنه تعالى يفصل أو يزيل النهار من الليل فيدخل الناس في الظلام، والتكوير والإيلاج أنه تعالى ينقص في زمن الليل بقدر ما يزيد في زمن النهار، وبالعكس. جعل الله النهار للعمل والنشاط وجعل الليل للراحة والسكن قال : ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ) [الليل: 1 ـ 2]. وقال سبحانه ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ) [النبأ: 10 ـ 11]. وقال الله جل الله ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ) [يونس: 67]. نعمة الليل والنهار تحتاج إلى شكر المنعم جل جلاله وتباركت أسماؤه ، قال ربنا سبحانه ( قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون قل أرايتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون ومن رحمته أن جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ( (القصص: 71- 73) . وقال جل في علاه وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ) . ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ). هذه الآية فيها حث للتفكر في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار كما قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره : وفي ضمن ذلك حث العباد على التفكر فيها والتبصر بآياتها وتدبر خلقها وأبهم قوله ( آيات ) إشارة لكثرتها وعمومها وذلك لأن فيها من الآيات العجيبة ما يبهر الناظرين ويقنع المتفكرين ويجذب أفئدة الصادقين وينبه العقول النيرة على جميع المطالب الإلهية فأما تفصيل ما اشتملت عليه فلا يمكن مخلوقاً أن يحصره ويحيط ببعضه وفي الجملة فما فيها من العظمة والسعة وانتظام السير والحركة يدل على عظمة خالقها وعظمة سلطانه وشمول قدرته وما فيها من الإحكام والإتقان وبديع الصنع ولطائف الفعل يدل على حكمة الله ووضعه الأشياء مواضعها وسعة علمه وما فيها من المنافع للخلق يدل على سعة رحمة الله وعموم فضله وشمول بره ووجوب شكره وكل ذلك يدل على تعلق القلب بخالقها ومبدعها وبذل الجهد في مرضاته وأن لا يشرك به سواه ممن لا يملك لنفسه ولا لغيره مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء وخص الله بالآيات أولي الألباب وهم أهل العقول لأنهم هم المنتفعون بها الناظرون إليها بعقولهم لا بأبصارهم . اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك عابدين لك خاشعين .
الشبكة السنة النبوية وعلومها | |
|