بيبي مشرف المنتديات الاسلامية
عدد الرسائل : 2232 العمر : 40 : تاريخ التسجيل : 05/01/2008
بطاقة شخصية اسمك: شاهر my sms:
| موضوع: حبيب التائبين ..... الأحد يونيو 22, 2008 9:27 am | |
| حبيب التائبين .....
الله .. يحب التوابين , ويحب المتطهرين , بل يفرح بتوبة عبده إليه , أعظم من فرحة إنسان كان بأرض فلاة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه ,فانفلتت منه , فأيس منها , فجلس إلى جذع شجرة ينتظر الموت ,فأخذته إغفاءة ثم أفاق , فإذا بها واقفة عند رأسه , وعليه طعامه وشرابه , فقام إليها , وأمسك بزمامها ثم صاح من شدة الفرح : ( اللهم أنت عبدي وأنا ربك ) فسبحانه ما أعظمه وأرحمه , يفرح بتوبة عبده ليفوز بجنانه , ويحظى برضوانه , وهو ـ جلا وعلا ـ ينادي عباده المؤمنين بقوله } وَتُوبُوا لإِلى اللهِ جَميِعاً أَيُّهَا المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفْلِحُونَ { " سورة النور , آية 31" فالتوبة غسل القلب بماء الدموع وحرقة الندم , فهي حرقة في الفؤاد , ولوعة في النفس , وانكسار في الخاطر , ودمعة في العين . إنها مبدأ طريق السالكين , ورأس مال الفائزين , وأول أقدام المريدين , ومفتاح استقامة المائلين , التائب يضرع ويتضرَّع , ويهتف ويبكي , إذا هدأ العباد لم يهدأ فؤاده , وإن سكن الخلق لم يسكن خوفه , وإذا استراحة الخليقة لم يفتر حنين قلبه , وقام بين يدي ربه بقلبه المحزون , وفؤاده المغموم مُنَكَّس رأسه , ومقعشر جلده , إذا تذكر عظيم ذنبه , وكثير خطئه , هاجت عليه أحزانه , واشتعلت حرقات فؤاده , وأسبل دمعه , فأنفاسه متوهجة , وزفراته بحرق فؤاده متصلة , قد ضمر نفسه للسباق غدا , وتخفف من الدنيا لسرعة الممر على جسر جهنم .
يا نفس توبي فإن المـــوت قد حـــانا *** واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا أما ترين المــنايا كــــــيف تلقطــــنا *** لقطـــا وتلحـــق أخــرنا بــــأولانا في كل يـــــوم لنا ميـــت نشيـــــعه *** نــرى بمصــــرعه آثـار موتــــــانا يا نفس ما لي وللأمــــوال أتركـــها *** خلفي وأخـرج من دنــياي عريـــانا أبعــد خمســين قد قضيتـها لعـــبا *** قد آن أن تقصـري قــد آن قــــد آنا ما بالــــنا نتعامــى عن مصائـــرنا *** ننسى بغفلـــتنا من ليــس ينســــانا نزداد حرصا وهذا الدهــر يزجـرنا *** وكان زاجـرنا بالحـــرص أغـــــــرانا أين الملــــوك وأبــناء الملــوك ومـن *** كانت تخـر له الأذقــــــان إذعـــانا صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا *** مستـــبدلين من الأوطـــان أوطــــانا خلوا مدائــــن كان العـــز مفرشــها *** واستفرشـوا حفرا غـــبرا وقيعـــانا يا راكضا في ميادين الهــوى مــرحا *** ورافــلا في ثياب الغـــي نشــــوانا مضى الزمان وولى العمـــــر في لعب *** يكفيك ما قد مضى قــد كان ما كانا
ومن لم يتقطع قلبه في الدنيا على ما فرط حسرة وخوفا تقطع قلبه في الآخرة إذا حقت الحقائق , وظهرت الوثائق , وحضرت الخلائق , وعاين ثواب المطيعين , وعقاب العاصين } يَوْمَ يَنظُرُ الْمًرْء مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَني كُنتُ تُرَاباً { " سورة النبأ , آية 40 " يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ( يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة ) هذا الذي غفر له ما تقدم وما تأخر من ذنبه , ومحي عنه ما سلف وما خلف من زلل , يتوب في اليوم مائة مرة , فكيف بمن تجارته المعاصي , وبضاعته السيئات , ثم يتنكر للاستغفار ويتجافى عن التوبة .؟؟!! فالتوبة هروب من المعصية إلى الطاعة , ومن السيئة إلى الحسنة , ومن وحشة العصيان إلى الأنس بالرحمن , إنها فرار من الخالق إلى أعتابه , وهروب من الجبار إلى رحابه , وعياذ برضاه من سخطه , وبمعافاته من عقوبته , وبه منه لا يحصى ثناء عليه , لا ملجأ منه إلا إليه , ولا مفر عنه إلى سواه , } فَفِرُّوا إِلَى الله إِِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ { " سورة الذاريات , آية 50 " والتوبة ملاذ مكين , وملجأ حصين , دنس المعاصي يغسل بماء التوبة , ولوثة الخطايا تزال بزلال الاستغفار .
أسأت ولم أحسن وجئتك تائبا *** وأنى العبد من مواليه مهــــرب يؤمل غفرانا فإن خاب ظـــنه *** فما أحد منه على الأرض أخيب
انظر إلى فضله جل وعلا وجميل عفوه وبديع كرمه , فهو العلي العظيم , الغني الكريم , الحميد المجيد , الذي لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية , ومع ذلك يفرح بتوبة عبده إليه وانطراحه بين يديه , هذا المعنى الجميل تعجز العبارات العادية عن بيانه , وتقصر الألفاظ المجردة عن إعلانه . فيقدمه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ثوب من التمثيل قشيب , ولوم من التصوير عجيب , فيقول ( لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه , فأيس منها فأتى على شجرة فاضطجع في ظلها ـ وقد أيس من راحلته ـ فبينما هو كذلك إذا بها قائمة عنده , فأخذا بخطامها , ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك , أخطأ من شدة الفرح ) ففي القلب شعث , لا يملمه إلا الإقبال على الله , وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته , وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور إلا بمعرفته ,وصدق معاملته , وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه , وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضي بأمره ونهيه , وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى لقائه , وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص له , ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة منه أبدا .
المرجع / الله أهل الثناء والمجد . المؤلف / ناصر بن مسفر القحطاني | |
|
مجنونه بس حنونه عضو برونزي
عدد الرسائل : 938 : تاريخ التسجيل : 15/02/2008
| موضوع: رد: حبيب التائبين ..... الإثنين يونيو 23, 2008 5:21 pm | |
| بارك الله فيك على الموضوع | |
|
asma1604 عضو فعال
عدد الرسائل : 96 : تاريخ التسجيل : 24/05/2008
| موضوع: رد: حبيب التائبين ..... الإثنين يونيو 23, 2008 5:34 pm | |
| جزاك الله ألف خير مشكووور | |
|
بيبي مشرف المنتديات الاسلامية
عدد الرسائل : 2232 العمر : 40 : تاريخ التسجيل : 05/01/2008
بطاقة شخصية اسمك: شاهر my sms:
| موضوع: رد: حبيب التائبين ..... الجمعة يونيو 27, 2008 9:39 am | |
| - مجنونه بس حنونه كتب:
- بارك الله فيك
على الموضوع سلمتي يأختي الكريمة جزاكي الله خير وبارك الله فيكي | |
|
بيبي مشرف المنتديات الاسلامية
عدد الرسائل : 2232 العمر : 40 : تاريخ التسجيل : 05/01/2008
بطاقة شخصية اسمك: شاهر my sms:
| موضوع: رد: حبيب التائبين ..... الجمعة يونيو 27, 2008 9:40 am | |
| - asma1604 كتب:
- جزاك الله ألف خير
مشكووور سلمتي يأختي الكريمة جزاكي الله خير وبارك الله فيكي | |
|