مقاصد الابتلاءات والمحن وغايات المصائب والفتن.

بسم الله الرحمن الرحيم.

مقاصد الابتلاءات والمحن وغايات المصائب والفتن.

إن الله تعالى خلق الدنيا وجعلها دار ممروليست بدار مقر وحفها بالابتلاءات والمحن وغمرها بالمصائب والفتن لحكمة جليلة ذكرها الله تعالى في قوله :
(( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور)) الملك
فالدنيا هي دار التكليف والعمل وليست بدار النعيم والامل
ولا تخلو من المصائب والابتلاءات ومن تأمل في أحوال الخلائق علم علم اليقين أنه ما من مخلوق إلا وكان له نصيب من آلام الدنيا وأحزانها000
كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " لكل فرحة ترحة وما ملئ بيت فرحا إلا وملئ ترحا "
لذا فمن المهم جدا أن نفهم مقصد البلاء الذي نزل بساحتنا ولماذا نزل وما الحكمة منه 00!!!
فمن أبرز مقاصد وغايات البلاء :

1ــ لرفع مقامات ودرجات العبد عند ربه يوم القيامة

وهو الذي ينزل بساحة الأنبياء والصديقين والشهداء , لرفع درجاتهم ومقاماتهم ومضاعفة الأجرالجزيل لهم يوم القيامة كما في الحديث:عن سعد بن أبي وقاص قال : قلت يارسول الله أي الناس أشد بلاء؟قال:
(( الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل , يبتلى العبد على حسب دينه ؛ فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه ))
وقال :
(( إن العبد ليكون عند الله المنزلة , فما يبلغها بعمل, فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلِّغه إياه ))
وقال صلى الله عليه وسلم :
(( إن العبد إذا سبقت له من الله منزلةٌ فلم يبلغها بعمل ؛ ابتلاه الله في جسده أو ماله أو في ولده, ثم صبر على ذلك حتى يبلْغهالمنزلة التي سبقت له من الله عز وجل )) 0
وقال: ((لو تعلمون ما لكم عند الله عز وجل لأحببتم لو أنكم تزدادون حاجة وفاقة))

2 ــ ليطهر العبد ويكفر عنه ذنوبه وخطاياه :
والبلاء الذي ينزل بعصاة أهل التوحيد وأصحاب الذنوب والخطايا هو من هذا القبيل , ينزل بهم ليأتوا يوم القيامة طاهرون ونظيفون من الذنوب
كما في الحديت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده وأهله وماله حتى يلقى الله وماعليه خطيئة))0

3 ــ ومنه ما ينزل عقوبة وانتقاما :
هذا النوع من البلاء يشمل ظالمي أهل القبلة وغيرهم من الكفرة والظالمين , وغاياته الانتقام من الظالمين ومعاقبتهم على ظلمهم وعدوانهم 00 وطغيانهم00 وتقصيرهم
قال تعالى: " وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا" (16)الإسراء
وقال تعالى:
" وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ" (30)الشورى

4 ــ لتمحيص النفوس ومعرفة الصالح من الطالح والمجاهد ممن سواه
وهو مقصد من مقاصد البلاء , كما قال تعالى( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ (31
أي حتى نرى ويظهرمن منكم المجاهد الصابر المحتسب الذي يأتمر بما أمرنا وينتهي عما نهيناممن سواه
فالذي يميز المؤمن عن المنافق والصالح عن الطالح ويظهر حقيقته إنما هو البلاء والصبر على البلاء
قال تعالى : ((أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ))2 العنكبوت
وقال تعالى ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ "(آل عمران
أي لا يحصل لكم دخول الجنة حتى تبتلوا بالشدائد والقتال ويرى الله منكم المجاهدين في سبيله والصابرين على مقارعة الأعداء

5 ــ ومنه ما يكون فتنة:
أيصبر المبتلى ويثبت على الحق أم يرتد عن دينه وينزلق في أوحال الباطل
كأن يتعرض للبلاء من سجن أومطاردة أوحرمان من وظيفة أو عمل ؛ انقلب على عقبيه وارتد عن دينه ليتفادى أذى البشر ويجعله كعذاب الله0 قال تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ)) العنكبوت 10

6 : لدفع بلاء أشد :
فالبلاء أحيانا ينزل بالعبد ليدفع عنه بلاءًَ أشد وأكبر قد لا يعلمه, الله تعالى يعلمه
قال تعالى"كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216)"البقرة
فكم من شر يكرهه الإنسان ويحذره ويتمنى لو أنه لم ينزل بساحته000ثم يتبين له أن هذا الشر الذي يكرهه ولايريده ,يتبين له أنه خيرا00فيحمد الله تعالى أن قدره له "والله يعلم وأنتم لاتعلمون "
بل كم من خير أحدنا يتمناه ويسعى إليه 00ثم يتبين له فيما بعد أن هذا الخير كان شرا محضا
وأن الخير كل الخير في أن الله تعالى لم يقدره له000

7 ــ ليعيد العبد إلى خالقه:
فمن الناس من تجده قد تمادى في غيه وظلمه وطغيانه وبعده عن الله 000لا تؤثر به الموعظة ولا الكلمة ولا النصح
فيحتاج إلى بلاء ينزل بساحته يذكره بربه وبحقه عليه00 والغاية من وجوده في هذه الحياة00فيعيده إلى الرشد والصواب 0
كثير هم الذين لا يذكرون الله00ولا يقولون يارب00ولا يعرفون للرب حقا00إلا بعد نزول البلاء
فينتبهون00 فيستغفرون00 ويتوبون !

8 ــ لإظهار الشكر , وليرى من يشكر ومن يكفر :
وهذا المقصد متعلق ببلاء الخيروالسعة والرخاء دون بلاء الشدة والشر
فالله سبحانه وتعالى يتفضل على عباده بالنعم الظاهرة والباطنة التي لاتحصى 00لإظهار الشاكرين من الكافرين للنعم00
ومن يشكر الله على نعمائه وفضله يزيده ويضاعف له الأجر والمثوبة00ومن يكفره فلا يشكره فيعذبه ويعاقبه0قال تعالى"وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)"إبراهيم

9 ــ لتعرف نعمه وفضل الله عليك, وتتذكرها فلا تنساها:
وذلك عندما ترى مبتلى ببلاء قد نجاك الله منه , فتشعر بفضل الله عليك وتحمده سبحانه على أن نجاك مما ابتاه به
كما في الحديث:" من رأى مبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتله به, وفضلني على كثير ممن خلق تفضيل ؛ لم يصبه ذلك الأذى"00

وأخيراً

أذكركم أحبتي أن شدة البلاء عند المسلم يكون في الغالب دليلا على قوة الإيمان , وأن ضعف البلاء عنده يكون في الغالب دليلا على ضعف الإيمان؛ فكلما كان قليل البلاء , كلما كان ذلك دليلا على ضعف ونقصان الإيمان عنده0
فمن لا يبتلى بالشدة قط , ولا يعرف طعم هذا النوع من البلاء فعليه أن يتهم نفسه ويراجع دينه وينظر أين هو من دين الإسلام 000
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار0

شكراا على الموضوع

بارك الله فيك

شكرا على الموضوع

شكراعلى الموضوع الحلوو

شكراا على الموضوع الجمييييل

بارك الله فيك على الموضوع

Nina كتب:

سلمتي يأختي الكريمة.

وجزاك الله خير.

فراشة الاحلام كتب:

شكرا على الموضوع

جزاك الله خير وبارك الله فيكي .

يأختي الكريمة.

اميرة الحب كتب:

شكراا على الموضوع الجمييييل

سلمتي يأختي الكريمة.

وجزاك الله خير.

احساس انثى كتب:

شكراعلى الموضوع الحلوو

الله يعطيكي العافية أختي الكريمة احساس انثى.

جزاك الله خير وبارك الله فيك.

وعذرا فلم انتبه.

بيبي كتب:

اميرة الحب كتب:

شكراا على الموضوع الجمييييل

سلمتي يأختي الكريمة.

وجزاك الله خير.

شكرا على الدعاء الحلووو

مجنونه بس حنونه كتب:

بارك الله فيك على الموضوع

سلمتي يأختي الكريمة .

وجزاك الله خير وبارك الله فيكي.

شكرا على الموضوع الرااااائع

biba كتب:

شكرا على الموضوع الرااااائع

جزاك الله خير..

بارك الله فيكي.

» قواعد في تخفيف المصائب
» حقيقة ظلم عثمان بن عفان والفتن في عهده القصه كامله