وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ

وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ

د. محمد بن عبدالعزيز المسند

هذا القبس من كتاب الله - تعالى -جاء في سياق تربية الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وامتنانه عليه، ورحمته به وبأصحابه الشرفاء، لاسيما في المواقف الصعبة، والأحداث العصيبة: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ.... }.
إنّ أحوج الناس إلى هذه التوجيهات الكريمة هم القادة والأمراء والمربّون، فالقيادي الناجح هو ذلك الرجل اللين الهين السهل الرحيم، الحازم في غير ضعف، الذي يعفو ويصفح عن أصحابه وأتباعه، ويتغافل عن أخطائهم وزلاتهم، ويستشيرهم، فهو لهم كالأب الشفيق، والطبيب الرفيق، فيكثر خلفه الأتباع الأوفياء، ويلتف حوله الرجال الشرفاء من ذوي العزة والكرامة..
ليس الغبي بسيد في قومه *** لكن سيد قومه المتغابي
أمّا حين يكون القائد فظّاً غليظ القلب، غير آبه بمشاعر من حوله، ولا متجاوز عن أخطائهم وزلاتهم، مستبدّاً برأيه، فإنّ ذلك ينتج عنه انفضاض الشرفاء الأحرار عنه، فلا يبقى إلا الأنذال الأشرار، أو الصبية الأغرار، من أصحاب المطامع القريبة، والشهوات المريبة، وذلك مؤذن بالفشل والتردّي، والسقوط المردي.

شكرا على الموضوع

كاترينا كتب:: شكرا على الموضوع

سلمتي يأختي الكريمة

جزاكي الله خير

وبارك الله فيكي.

» وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ
» تفسير قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا)